محتويات هذه الصفحة
من يوميات محامي بقلم المحامي ناهل المصري
حدث مع موكلي
ذات يوم قمت بتسجيل دعوى عينية عقارية بأحد المحاكم .. وكانت الدعوى تتطلب طبعاً وضع إشارة الدعوى في السجل العقاري ..
ولأني لا أرضى ولا أتنازل بالذهاب للسجل العقاري .. نظراً للحالة الرديئة والسيئة التي وصل إليها الأمر هناك من فوضى وسوء بالتعامل مع المواطنين عموماً والمحامين خصوصاً .. ونظراً لما في الأمر من إضاعة للوقت والجهد والقيمة .. واحتجاجاً على القرارات الرعناء التي تصدر هناك وهناك ومن هذا وذاك بشكل ينم عن جهل بأبسط قواعد القانون وعدم إحترام للمواطنين .. مما يضطرك للإصطدام معهم .. وووو مما لا يخفى على أحد ..
فقد اتصلت بموكلي وطلبت منه وضع إشارة الدعوى بنفسه باعتباره صاحب العلاقة .. ووافق موكلي برحابة صدر ولكن باستغراب واندهاش !
المهم
ذهب لأحد هذه الدوائر وطلب تسجيل الإشارة وبدأ يلمس معاناة المحامين مع الموظفين هناك .. وجوه عابسة ترهقها قترة باسرة عليها غبرة .. وروح جبلي وتعى خدلي .. وطلبات ما أنزل الله بها من سلطان .. وموكلي حليم صبور يصبر عليها ويتحمل ويحاول أن يستوعبها وأن يجيبها بلطف بأن الورقة الفلانية موجودة ولا تراها .. والثانية غير مطلوبة في مثل هذه المعاملات وو الخ … إلى أن قالت له ناهرة مزمجرة مكفهرة وبغضب بعد أن رمت المصنف بوجهه :
– وين وووووكالتك ؟؟؟؟؟
قال لها : لماذا الوكالة ؟
– قالت : ألست محامي ؟؟؟؟
قال لها : لا أنا لست محامياً .. أنا صاحب العلاقة ..
– فابتسمت وقالت له : لا تواخذني .. فكرتك محامي .. ما دمت لست محامياً فأنت على عيني .. هات المعاملة .. أخذت المعاملة وتممتها .. وقبضت المعلوم وهي ضاحكة مسفرة مستبشرة !!
حضر إلي موكلي سعيداً بإنجاز المعاملة .. واعتبره إنجاز كبير بحياته .. لكنه سألني : لماذا كل هذ العداءالذي لمسته بشكل واضح والحقد والكره لوجود محامي في المعاملة وسوء التعامل من قبل الموظفين مع المحامين ؟؟!! لقد كانت الموظفة وكل من معها بالغرفة من أسوأ ما تكون وهي تظنني محامياً .. ولمجرد أنني محامي بظنها .. ثم انقلبت مئة وثمانون درجة حينما علمت أني لست محامياً ؟؟!!